عبر التاريخ كانت المشاريع التجارية الصغيرة والاقتصاد أول ضحايا الحروب، فقد بلغت الخسارات الناجمة عن أثر الحروب ما يقارب 14.4 تريليون دولار عالمياً، ومع انتشار التجارة الالكترونية أصبح الأمر أقل ضرراً لعدة أسباب.
ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأضرار التي لاتزال تواجهها التجارة بشكل عام والمشاريع الصغيرة بشكل أساسي، والتي سنتحدث عنها اليوم ونحاول إيجاد حلول لتجنبها قد الإمكان.
لا تقتصر الآثار السلبية للحروب على الخسارات المادية وقلة الموارد والأمان وإنما لها آثار كثيرة مباشرة وغير مباشرة على المشاريع الناشئة والصغيرة، فهي الأكثر تضرراً لعدة أسباب منها.
أضرار الحروب وآثارها على المشاريع التجارية الصغيرة:
1. تضرر البنية التحتية:
ويقصد بالبينة التحتية الانظمة الداخلية للبلدان المتعلقة بإدارة شؤون المواطنين، والتي تنعى بالاستثمارات والسكن ونظام الحياة بشكل عام.
وتضرر هذه الأنظمة يؤدي إلى خلل في المشاريع التجارية الصغيرة على وجه الخصوص لأنها لا تزال غضة وغير جاهزة لتلقي الصدمات، مما يحد من قدرة هذه المشاريع على الاستمرار بنفس الوتيرة.
2. ضعف في نشاط الاقتصادي:
تستنزف الحروب كما ذكرنا ولاسباب عدة منها انهيار البنية التحتية ونقص في أموال المواطنين، وتدعو إلى الذعر واخذ الحيطة والحذر مما قد يأتي من نتائج لهذه الحرب، وهذا ما ينعكس على سلوكهم في إنفاق أموالهم.
فيتجهون إلى ادخارها وتقليل المصاريف مما يقلل من إيرادات المشاريع التجارية الصغيرة، وبالطبع فإن النشاط التجاري للشركات الكبرى أيضاً يضعف وإنما الاختلاف هنا هو في عد العملاء والانتشار وكمي الانتاج والمبيعات.
3. ارتفاع سعر صرف العملات:
أبرز ما قد تواجهه في ظل الحروب اختلاف سعر الصرف إما بسبب ارتفاع العملات العالمية كالدولار، أو بسبب انهيار عملة البلد الذي تعيش فيه.
ستواجه في هذه الحالة نوعين من المشكلات ولكن النتيجة واحدة والتي هي ارتفاع سعر البضائع والمنتجات، ولتجنب هذه المشكلة انت بحاجة إلى ايجاد مصدر آخر للمنتج الخاص بك، فمثلاً إن كنت تحصل على المنتجات التي تبيعها من تاجر تجزئة حاول الوصول إلى المنتج، أما إن كنت تشتري المنتجات من مصدر خارجي ابحث عن مصدر محلي.
يمكنك أيضاً تقليل نسبة الارباح مقابل الحفاظ على العملاء ورفع المبيعات والإيرادات عن طريق طرح كوبونات الخصم والعروض من فترة إلى أخرى.
4. انخفاض في الانتاجية:
في ضل الحروب وكما تكلمنا في البداية، ينهار الاقتصاد الدولي وتقل الأموال في أيدي الناس وبالتالي يقتصرون في شرائهم للمنتجات على الأساسيات، كما تسود اللامساواة، فإن كنت تبيع منتجات ثانوية ستتراجع مبيعاتك بشكل ملحوظ.
مشروعك أنت وكافة المشاريع التجارية الصغيرة والكبيرة، وسوف تضطر إلى إضافة منتجات أخرى إلى متجرك إن أمكن، أو التسويق لنفسك في أماكن أخرى، بعيدة نوعاً ما عن مكان الحروب.
5. تدهور وضع التعليم:
وهذا من الاضرار اللاحقة والغير مباشرة على المشاريع التجارية الصغيرة والشركات الكبيرة أيضاً، حيث أن قلة التعليم ستنتج جيل يعاني من الجهل وبالتالي ستتغير متطلباته كما ستقل الأيدي العاملة الخبيرة مما يضر بسوق البيع بشكل اساسي وانخفاض مدخرات الناس.
تتضرر من هذه النتيجة السلبية جداً المشاريع التجارية الصغيرة والكبيرة وطافة مؤسسات الدولة، لأن المستقبل سيكون لجيل لا يعرف كيف يعيش حياة متوازنة تدعم اقتصاد بلده وتزز خيراته ولن تكون البيئة خصبة لنجاح المشاريع التي تنجح في ضل بيئة يحكمها التعليم.
6. انخفاض مدخرات الناس.
تتضرر من هذه النتيجة السلبية جداً المشاريع التجارية الصغيرة والكبيرة وطافة مؤسسات الدولة، لأن المستقبل سيكون لجيل لا يعرف كيف يعيش حياة متوازنة تدعم اقتصاد بلده وتزز خيراته ولن تكون البيئة خصبة لنجاح المشاريع التي تنجح في ضل بيئة يحكمها التعليم.
7. صعوبة تأمين البضائع:
أنت تتحدث عن حرب وانهيار لنظام الأمان، وبالتالي أصبح النقل والشحن أمر يصعب ضبطه، فما الذي سيضمن لك وصول منتجاتك دون ضرر أو تعرض للسرقة والنهب، وما الذي سيضمن للعميل حصوله على المنتج الذي قام بشرائه.
لتجنب هذه المشكلة التي تواجه جميع المستثمرين وتطال بشكل حاد أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة من بلاد الحروب، أولاً احرص على تعدد الاحتمالات، بمعنى تعامل مع أكثر من جهة للشحن وأكثر من مصدر للمنتجات، وحاول تخزين كمية من المنتج في مخازن خاصة بك في أماكن آمنة تحسباً لأي طارئ.
يجب أن تكون على اطلاع بكل جديد، وتترقب أكثر أوقات سلماً، حاول شحن المنتجات بكميات قليلة كي لا تلفت الانتباه، وإن كانت الحرب بعيد عن منطقتك، فمن الأفضل أن تتجنب التعامل مع المناطق المنكوبة.
ليس لديك الكثير من الخيارات للأسف، كما أن تردي الوضع المادي لأهل المناطق المنكوبة بالحروب سيجعل تعاملهم معك يتراجع تلقائياً.
8. سياسة اللامبالاة سيطرة النخب:
الأحوال السياسية المتردية كما ذكرنا تؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي، ونؤدي مع الوقت إلى انعدام الطبقة الوسطى، والتي تمثل النسبة الأجبر من المتسوقين عبر الانترنت، مم يؤدي إلى انخفاض المبيعات في التجارة الالكترونية، وبحث العملاء عن المنتجات الأقل جودة لأنها ستكون أقل تكلفة.
في هذه الحالة إن كنت ترغب بالحفاظ على عملائك، وخاصة أن الحروب تمر بفترات مؤقتة إلا أنه لا يمكن التنبؤ بها، يمكنك تقديم أكثر من منتج بأكثر من جودة، قد يكون الأمر ليس جيداً ولكن من المهم أن تحافظ على المصداقية، وذكر مواصفات المنتج الحقيقية.
نصائح للاستمرارية النجاح في المشاريع التجارية الصغيرة في أوقات الحروب:
- تعدد الاحتمالات:
أنت كصاحب متجر الكتروني ومستثمر في التجارة الالكترونية عليك البحث عن بدائل دائماً خاصة إن كنت على تماس مباشر بمنطقة الحرب.
فمثلاً اختر أكثر من شركة شحن وتعامل معهم، وابحث عن مصادر لمنتجاتك من عدة أماكن وابتعد عن الروب قدر الامكان.
- توسيع نطاق التسويق:
تتميز التجارة الالكترونية بأنها عالمية وواسعة الانتشار ولا تحدها بقعة جغرافية، لهذا اجعل الحرب دافعاً لك لتوسع نطاق تجارتك وتنتشر أبعد من المنطقة الجغرافية المحيطة بك.
- مراقبة الاحوال:
ابق على اطلاع دائم بكل ما يجري خطوة بخطوة، لا تهمل أخبار الحرب لكي تحافظ على تجارتك بأقل الخسائر.
- تطوير المنتجات:
ان كنت ممن يبيعون المنتجات الثانوية حاول توسيع نطاق تجارتك، ان التجارة الالكترونية تتميز بالشمولية، ادخل أصناف جديدة أقل جودة وأقل تكلفة على العميل لتحافظ على ولائه.
- احرص على الحصول على المنتج من المنتج حصراً:
لكي تقلل من سعر المنتجات التي تبيعها، وتحافظ على عملائك، وتتجنب التغيرات التي تطرأ على الاسعار في أوقات الحروب من الافضل الحصول على المنتج من المصدر حصراً.
- تخزين البضائع:
في وقت الحروب ستكون الاسعار في تذبذب مستمر، وهي في الغالب سترتفع أسعارها، وبالتالي فمن الافضل تخزيد كميات كبيرة من المنتج والاحتفاظ بها، بالأخص إن كانت منتجات قابلة للتخزين قدر الامكان.
- ابحث عن منصة الكترونية احترافية:
في ضل الأوضاع المتوترة يمكن ان تحظى بفرصة أفضل لدعم مشروعك إن كنت تملك واحد من المشاريع التجارية الصغيرة ، وذلك بإنشاء متجر الكتروني فلا بد من وجود أساس وداعم في أيام الحروب.
احرص على التعامل مع منصة متعددة الخدمات لكي تتمكن من إدارة جميع أعمالك من لوحة استخدام واحدة.
يمكنك باستمرار التعامل مع منصة فاتورة للتجارة الالكترونية والدفع الالكتروني، حيث تؤمن لك الكثير من الخدمات كبوابات الدفع الالكتروني الآمنة في السلم والحرب.
وخدمات الكاشير والإنشاء الفواتير والربط مع التطبيقات المتنوعة مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي لكي تتمكن من توسيع محيط التسويق لمتجرك الالكتروني وتجارتك.
لا تنسى أن الحروب مؤقتة والتجارة الالكترونية الآن أقل تأثراً من العمليات التجارية سابقاً، إن احسنت التعامل مع المجريات والأحداث المتغيرة وبالأخص تقلب الاسعار ستحافظ على تجارتك بنسبة ممتازة حتى وان كنت تملك واحداً من المشاريع التجارية الصغيرة أو الناشئة.
ادعم مشروعك بالاشتراك بفاتورة..
المصادر:
Why Do Most Small Businesses in Liberia Fail