مرحبا أصدقائي
إن كنت تتساءل كيف حقق علماء العرب هذا التقدم الكبير ، فإن حركة التاريخ و التطور الحضاري تبين لنا أنه لا يوجد نصر دائم ولا هزيمة دائمة، فكل الاحتمالات تتغير فإما أن تفشل أو أن تنجح و لعل أهم أسباب النجاح هو توفر أسباب ومقومات النهضة.
والسنن الكونية لا تحابي أحدًا، فمن يمتلك مقومات النهضة سينهض وعليه أن يحافظ على مقوماتها وأسبابها لكي يحافظ على نهضته ونجاحه، والحفاظ على النجاح أصعب من تحقيقه.
فكما تصدرت الأمة الإسلامية العالم لعدة قرون بسبب تحقيق مقومات النهضة، وتراجعت الآن بسبب عدم محافظتها على مقومات النهضة، تقدمت الأمم الأخرى لأنها امتلكت هذه المقومات.
ما هي المقومات التي جعلت علماء العرب يتقدمون بوتيرة سريعة:
1- الحرية:
من أهم مقومات نهضة الأمم هي الحرية؛ فالأمم والشعوب الحرة هي الأقدر على الصدارة وعلى الإبداع والتمييز والانفتاح في جميع مجالات الحياة، والشعب الحر تكون تحركاته منضبطة بضابط ذاتي وأخلاقي بدافع داخلي بدون تأثير خارجي يفرض عليه ما يريد، ولهذا نجح علماء العرب في التقدم في الوقت التي كانت فيه الأمة العربية حرة.
2- العلم:
عندما تتوفر الحرية في أية أمة فإنها سوف تتجه للعلم والاطلاع والاكتشاف في جميع المجالات والاختصاصات، ولا يخفى على أحد أهمية العلم في تحقيق نهضة الأمم. وإن ما نراه من دول المتخلفة يدلعلى أنها لا تهتم بالعلم ولا بالبحث العلمي بالقدر الذي يحقق نهضة علمية حقيقية يمكن من خلالها أن تنهض وتتصدر هذه الدولة.
3- العمل والإنتاجية:
من الصفات التي تتميز بها الدول المتقدمة والأمم الناهضة أنها تمتلك شعوبًا عاملة ومنتجة في جميع المجالات كالصناعة والزراعة والتجارة وغيرها والعمل والإنتاجية هي من عوامل القوة لدى الأمم التي تساعد على نهضتها.
4- المرونة :
والذي أقصده بالمرونة هي القدرة على التكيف مع التطور الحاصل ومواكبته في جميع مجالات الحياة العلمية والعملية والتقنية وغيرها، وكذلك المرونة في الحصول على مقومات النهوض للأمم والتي قد تحتاجها في المستقبل.
يقول المؤرخ الاقتصادى ألكسندر جيرتشينكرون : ” إن الدول التى تبدأ فى التنمية الاقتصادية حديثا، تبدأ من حيث انتهى الآخرون ، وهى بذلك توفر الوقت والمال والجهد ، من خلال الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة وانجازاتها العلمية والتقنية واتباعها الخطوات نفسها التى اتخذتها هذه الدول فى المسار الصحيح” .
إن التعليم كان السر وراء تقدم الامم و يعتبر مدخل أساسى لعملية التنمية، لأنه لا يمكن أن يحدث تقدم بدون إنسان واع متعلم ، كما أن السَّر في تقدم الأمم وارتقاء الشعوب يكمن في ارتقاء سُلوكيَّاتهم الإنسانية والتي عرفها البشر منذ القدم، فبهذا تقدم علماء العرب.
وأنت ما رأئك….